"أنا عارف أعمالك، أُنكَ لستَ باردًا ولا حارًا ... هكذا لأنك فاتر، ولست باردًا ولا حارًا" (رؤيا 15:3).

في الحرب الأهلية الأمريكية، حدث أن رجلاً من سكان الحدود بين شمال البلد وجنوبه، حيث كانت تدور الحرب الأهلية بين القسمين، أراد أن يكون مُحايدًا، فارتدى قميصًا يخص مقاتلي الشمال، وسروالاً يخصّ مقاتلي الجنوب. وظن بذلك أنه سيُرضي الطرفين، ولم يكن يعلم أنه بذلك وضع نفسه في مأزق خطير؛ حيث أطلق مقاتلو المنطقة الشمالية النار على سرواله، وأطلق الجنوبيين النار على قميصه، فكان مصيره الهلاك المُحتَّم!

صديقي، قد تبتسم وأنت تقرأ هذه القصة الواقعية الطريفة، ولكن ألا ترى معي أن الكثيرين يفعلون مثل هذا الرجل؟ فليس جميع الذين ماتوا وذهبوا إلى هاوية العذاب كانوا يجهلون المسيح وصليبه. ولكن الكثيرين منهم عرفوا عنه، وأردوا أن يمسكوا بالعصا من منتصفها، فهلكوا!! لهذا أوصانا الرب يسوع قائلاً: "اذكروا امرأة لوط" (لوقا 32:17) التي هلكت رغم خروجها بقدميها من سدوم، ولكن قلبها لم يترك سدوم التي تُشير إلى العالم. عزيزي: هل تستطيع أن تحدد الآن "لمن أنت؟"