"قبل الكسر الكبرياء، وقبل السقوط تشامخ الروح" (أمثال 18:16)

يعلَّمنا الحكيم أن تكبَّر قلب الإنسان وتشامخ روحه هي المقدمات لشر وشيك الوقوع. إن كبرياء والتعالي، وكذلك استصغار الآخرين، هي علامات تنبئ عن سقوط آتٍ، تمامًا كما يُنبئ الزئبق في الترمومتر عن درجات الحرارة. وكثيرًا ما اختبر الناس أن الذين يركبون الجواد العالي، غالبًا ما يكون نصيبهم السقوط. ولعل لنا درسًا في صموئيل الثاني 10:24 حيث كان تفاخر داود بجيشه الكثير ومُلكه العريض، سببًا في هلاك سبعين ألف رجل بالوبأ.

ونبوخذ نصر مؤسس بابل، لنتأمله وهو يزحف على الأرض كالبهائم ويأكل العُشب كالثيران حتى طالت أظافره كالطيور وشعره مثل النسور. إنها الكبرياء التي جعلت من المفتخر المتكبر حيوانًا، كما جعلت قديمًا من الملاك شيطانًا. إن الله ضد العيون المتعالية والأنوف المتشامخة، ومن السهل عليه أن يخفضها. إنه "يقاوم المستكبرين".

عزيزي .. إن حياة المؤمن المسيحي يجب أن تُقضى عند قدمي المصلوب في وداعة وتواضع القلب.