"لا أتركك حتى أفعل ما كلمتك به" (تكوين 15:28)

بينما كان يعقوب في بيت إيل مهمومًا بسبب تصرفه، أعلن الله ذاته له كمن يباركه. لقد أبعدته تصرفاته الخاطئة عن بيت أبيه، وأصبح وحيدًا خائفًا من انتقام أخيه له. وفي نومه رأى حلمًا وشاهد سلمًا منصوبة على الأرض ولكنها تتصل بالسماء. ورأى ملائكة الله صاعدة نازلة عليها، وهنا فوق السلم توقف رب السماء والأرض في عظمته ونعمته، ملقيًا برسالة النعمة إلى ذاك المسافر غير المستحق: أيها المهجور من الناس، "أنا معك، وأحفظك .. لا أتركك". وهكذا اتجهت بركة الله إلى يعقوب. وعندما استيقظ، ردد ما سمعه من الله وزاد عبارتين، عن "الخبز والثياب". إن يعقوب يكاد لا يصدق وعد الله، وينتظر: هل تتحقق هذه الأمور؟! ونذر يعقوب نذرًا، وتقدم في رحلته مؤيدًا بعناية الله واهتمامه.

ومرت عشرون سنة مع لابان أنفقها في وضع الخطط، وكل واحد منهما يحاول أن يتفوق على الآخر في الذكاء، مما سبب خمود الرؤيا التي رآها يعقوب. وأخيرًا وصلت أمور العمل والعلاقات العائلية إلى التوتر، وأيقظ الله يعقوب من السبات الروحي الذي خاض فيه.