"وأما عبدي كالب .. وقد اتبعني تمامًا، أدخلة إلى الأرض التي ذهب إليها، وزرعة يرثها" (عدد 24:14)

أعطى الرب كالب وعدًا بأن يمتلك حبرون وظل متمسكًا به ينتظر تحقيقه لمدة 45 سنة، هذه الفترة الطويلة قضى منها نحو 40 عامًا في تيهان البرية يعاني مع الشعب من جراء عدم إيمانهم، ويرى كل إخوته الخارجين معه من مصر (عدا يشوع) يسقطون في البرية واحدًا تلو الآخر وتوارى جثثهم برمال القفر.

إني أتخيل أنه تعرض لهمسات من العدو: هل سيتمم الله كلامه لك؟ ألم يسقط كل رفقائك في البرية؟ هل ستظل أنت حيًا حتى تدخل الأرض؟ وإن دخلت الأرض، هل سيكون عندك القوة للحرب وطرد الأعداء؟ هل في النهاية سيتحقق مطمحك وتمتلك حبرون؟

ولا شك أنه واجه كل شكوكه بالتحول لوعد الرب له. وربما ناجى نفسه: إني أخذت وعدًا من الرب ولا بد أن يتممه. هل يقول ولا يفعل؟ أو يتكلم ولا يفي؟ كلا. إني أنتظره ولو مرت الأيام، ولو طال العمر، ولو صرت شيخًا سأظل أنتظره.

إنه تحد صعب نفشل فيه كثيرًا. إننا نحتاج على الأناة مع الإيمان حتى نرث مواعيد الله لنا "متمثلين بالذين بالإيمان والأناة يرثون المواعيد".