"قد كرهت نفسي حياتي. أسيب شكواي. أتكلم في مرارة نفسي قائلاً لله: لا تستذنبني. فهمني لماذا تخاصمني!" (أيوب 10: 2،1)

آه أيتها النفس المتعبة، ارفعي الرأس عاليًا، فلربما قد صنع الرب معك هكذا ليضاعف فيك فضائلك.

توجد بعض الفضائل التي لا يمكن أن تظهر لولا هذه التجارب المرة. ألا تعرفين أن إيمانك لا ينمو زاهيًا في شمس الصيف الوهاجة مثلما يزدهر في الشتاء؟ الإيمان عادة يبدو كفتيلة لا تعطي نورها إلا في الظلمة المحيطة. والرجاء في القلب مثل  النجم الذي لا يعطي ويظهر نوره في ضوء الشمس الساطع. والسلام الإلهي لا يختبر إلا على أمواج عاتية. والقوة لا تستدعى إلا في زمن الحرب. والنجوم لا تظهر إلا الليل وكأنها جواهر مرصوصة على ملاءة سوداء، وكثيرًا ما يسمح الله لنا بملاءة سوداء ليرص عليها جواهره.

أنت لا ترى هذا؟! قد لا تراه. ولكن ثق أنه لخيرك حتى ولو بّدا عكس ذلك. كيف؟! لا يهم أن تعرف كيف. آمن فقط.

سلامُهُ كل العقول                                                        يفــــوق باليقيــن

إذ يحفـــظ قلـــوبنا                                                        في ربنــا المُعينْ