"إن كان أحد يخدمني فليتبعني، وحيث أكون أنا هناك أيضًا يكون خادمي" (يوحنا 26:12)

من الأمور المهمة التي ينبغي أن نعرفها جيدًا أنه من الممكن أن يكون هناك "شغل" كثير دون أن تكون هناك أية خدمة. والخادم الحقيقي هو الذي يصنع مشيئة سيده ومسرته. فقد يخدم خادم من الصباح إلى المساء في كد وتعب، ولكن ليس كما يريد سيده ولا حسب مسرة قلبه. هل تعبه هذا يحسب خدمة؟

إن المطلوب في الخادم، قبل كل شيء هو أن يكون في خضوع. فلا يمارس إرادته الذاتية واستحسانه البشري في الخدمة، وأن يكون صاحيًا واعيًا لا يتأخر عن فهم ما هي إرادة الله صالحة، وأن يكون نشيطًا فيؤدي الخدمة بغيرة متوقدة. وعلى كل هذه أن يكون محبًا، بالمحبة يخدم، ومن نبع المحبة تفيض خدمته.        

ليتنا نجتهد أن نكون مرضين عنده. هذه هي الخدمة الأعظم التي نؤديها لسيدنا. وشرف هذه الخدمة من نصيب أي مؤمن؛ الصغير والضعيف مثل الكبير والموهوب، يمكنهم ذلك إن جندوا الإرادة لإشباع محبة السيد.