الجمعة, 20 مارس 2020 15:42    طباعة
"جدعون"
قراءات يومية

 "أسألك يا سيدي، بماذا أُخلِّص إسرائيل؟ ها عشيرتي هي الذلى في منسَّى،           وأنا الأصغر في بيت أبي"

(قضاة  6: 15)

جاءت إجابة جدعون على دعوة الرب وإرساليته لتنفي أي استحقاق أو مقدرة، لا في حسَبَه ونسَبَه، أو في شخصيته وقدراته.  ورغمًا عن أن الكثيرين قد يَرون في ذلك شعورًا سلبيًا من جانب جدعون، لا يليق – بحسب وجهة نظرهم – بأن يكون إجابة على دعوة الرب وإرساليته من الوجهة الروحية، ولا يصح أن يكون من شِيَمِ الأبطال والقادة من الناحية النفسية، إلا أننا مِن الجهة الكتابية، والخبرة الواقعية، يُمكننا أن نؤكد أن رد جدعون كان يحمل قيمة إيجابية عالية، بل ولازمة.

كل الذين استخدمهم الرب نظير جدعون وموسى وأليشع وإرميا وغيرهم، عندما جاءت لحظة الإرسالية الحاسمة، شعروا بصِغَرهم وعدم استحقاقهم أو نفعهم، باعتبار أنه «مَن هو كُفؤٌ لهذه الأمور؟» (2كورنثوس2: 16).  ولمثل هؤلاء تجيء إجابة الرب الفورية: «إني أكون معك» (قضاة 6: 16)، و«كفايتنا من الله» (2كورنثوس3: 5).