(2ملوك 4: 23، 26)

كان كل ما يُحيط بهذه المرأة المسكينة يدعو إلى الرثاء؛ فابنها الوحيد المحبوب قد مات!  وأي شيء أكثر من أنها تتلفَّت في لحظة فتجد ابنها وحيدها قد أسجى الفراش جثة هامدة بلا حِراك؟  إنه لأمر يعجز أمامه الإنسان بكل وسائله؛ فلم تكن هناك أية قوة بشرية تستطيع أن تردُّ إليه الحياة، أو تُعين هذه المرأة في ظرفها هذا.  ولكن – وكل الأمور تبدو سيئة جدًا – نرى الإيمان ينهض ويُنير لهذه المرأة الطريق، فتعلَم متيقنة أنه لا يوجد مَن يستطيع أن يُعيد الحياة إلى ابنها، غير الله الذي أعطاه لها، وترفع عينيها إلى جبل الكرمل، وتصعد إلى رَجُل الله وهي تقول لزوجها: «سَلاَمٌ»!  واثقة من أن في هذا الجبل وحده يوجد رَجُل الله الذي يستطيع أن يُحوِّل بكاءها إلى فرح، ولم يَخِب رجاؤها قط، فقد عادَت الحياة إلى ابنها، وقال لها أليشع: «احمِلي ابنَكِ».

هذا سلامٌ لي شراه         ربُّ الفِدى بالصلبِ
كالنهرِ يجري في صفاه    يُروي ظماءَ القلبِ