"قال يسوع هذا وخرج مع تلاميذهِ إلى عبر وادي قدرون، حيث كان بستانٌ .."

(يوحنا 18: 1)

لعلها ليست مُصادفة أن تبدأ قصة آلام ربنا المعبود من بستان.  فإن قصة الإنسان كلها تبدأ أيضًا من بستان أو جنة.  ففي جنة عدن وضع الله آدم وحواء.  وفي تلك الجنة دخلت الخطية إلى العالم.  وفي الجنة ذاتها أتى الإعلان عن المُخلِّص نسل المرأة الذي يسحق رأس الحية.  وها قد جاء هذا المُخلِّص المُعلَن عنه في الجنة.  وها هو يبدأ رحلة آلامه الفدائية من بستان.

في الجنة عصى آدم وتمرَّد على الله.  وفي البستان خضع المسيح لأبيه وقال له: «لا ما أُريد أنا، بل ما تريد أنت» (مرقس 14: 36). في الجنة أخذ آدم الثمرة المُشتهاة من يد حواء، وفي البستان أخذ المسيح الكأس من يد الآب.  في الجنة أطاع آدم حواء وانهزم، وفي البستان أطاع المسيح الآب وانتصر .. في الجنة، بعد الهزيمة في التجربة، اختبأ آدم من إلهه لتبدأ قصة مأساة البشرية الرهيبة، وفي البستان بعد النُصرة في الصلاة لله أظهر المسيح نفسه لأعدائه ليبدأ مسيرة الآلام المُذيبة.  فدعونا نتذكَّر أنه لأجلنا نحن كان كـل هذا.