«وإذا أبرَصُ قد جَاء وسجَدَ لَهُ»

(متى 8: 2)

وثَق الأبرص في قدرة المسيح على شفائه، ولا يوجد مَن يشفي من البرص غير الله.  لهذا أول ما جاء هذا الرَّجُل للمسيح سجَد له قبل أن يطلب منه أي شيء.  وسجود الأبرص للمسيح، وقبول المسيح لهذا السجود له مدلول هام.  ففي متى 4 قبل موعظة الجبل مباشرةً، رفض المسيح في التجربة تقديم السجود للشيطان، الذي وعدَهُ أن يعطيه في المقابل كل ممالك العالم، والمسيح رفض السجود للشيطان، وقال له «لأنه مكتوبٌ: للربِّ إلهِكَ تسجُدُ وإيَّاهُ وحدَهُ تعبُدُ» (متى 4: 10).  وهنا بعد الموعظة مباشرةً، قَبِل هو نفسه السجود من هذا الرَّجُل الأبرص.  أ ليس لهذا من مدلول هام؟

لم يطلب المسيح من الناس السجود له، لكن الآب قال ذلك، والروح القدس قاد إلى ذلك، وهو- تبارك اسمه – قَبَل ذلك لأنه الله الذي ظهر في الجسد.

لكَ السُّجودُ والثنا يا مَن قضى حُبًا بنا
والآنَ حيٌّ للأبد  بالمجدِ في أعلى السما