الكاتب عصام عودة    السبت, 29 جانفي/يناير 2011 11:47    طباعة
أذا انقلبت الأعمدة فالصديق ماذا يفعل
مقالات روحية

 
نرى في هذه الأيام أعمدة منقلبة كثيرة، بدءا بأفراد من المجتمع منساقة ومنغمسة في أوحال الشر والخطية، ثم عائلات مفككة ومحطمة، مجتمعات فاسدة وحتى الحكومات والسلطات تعاني من أزمات سياسية، أقتصادية، حروب وما ألى ذلك. أن الأوضاع على شتى الأصعدة تتأزم من سيء لأسوأ، والأعمدة تنقلب عل مختلف أنواعها، كذلك الشر الذي يبث سمومه في الأفراد، الأسر، المجتمعات، الحكومات وكل نواحي المعمورة، لدرجة أن هذي الأعمدة المنقلبة اصبحت وللأسف هي الأعمدة المقبولة والمتداولة، متخذة اسماء وعناوين أيجابية ومزينة بأطر مجمّلة ولكن فحواها شر وخطية.
 
 
أخي الحبيب، نحن أبناء النور نعلم أن أبليس وراء كل ذلك، ونعلم أيضا أننا في الأيام الأخيرة، وقد سبق بولس الرسول وأخبرنا برسالته الثانية ألى تيموثاوس عن هذا التأزم والشر (2 تي 3 : 1 - 9)، كما ويكتب لنا البشير الرائي يوحنا "ويل لساكني الأرض والبحر لأن أبليس نزل أليكم وبه غضب عظيم عالما أن له زمانا قليلا" (رؤ 12 : 12)... فها نحن أمام أعمدة منقلبة، شرور متزايدة وخطايا متسارعة، فماذا يفعل الصديق حيال كل ذلك ؟
 
بولس الرسول يحث تيموثاوس في مثل هذه الأوضاع قائلا: "وأما أنت فاثبت على ما تعلمت وأيقنت عارفا ممن تعلمت... لكي يكون أنسان الله كاملا متأهبا لكل عمل صالح" (2 تي : 14، 16)، كما ويشجعه قائلا: "تمسك بصورة الكلام الصحيح الذي سمعته مني في الأيمان والمحبة التي في المسيح يسوع، أحفظ الوديعة الصالحة بالروح القدس الساكن فينا" (2 تي 1 : 13)، كما ويحثه أن يتقوى بالنعمة التي في المسيح يسوع (2 تي 2 : 1). الرسول بولس في رسالته ألى أهل فيلبي، وبعد أن يعلن بوحي الروح القدس أن الرب قريب، يوصي أن نصلي لتعلم طلباتنا لدى الله، أي أن نصلي صلوات تصل ألى قلب الله فيستجيب (في 4 : 5 - 7)، ويختم البشير الرائي رؤياه كالتالي: "وقال لي لا تختم على أقوال نبوة هذا الكتاب لأن الوقت قريب. من يظلم فليظلم بعد ومن هو نجس فليتنجس بعد ومن هو بار فليتبرر بعد ومن هو مقدّس فليتقدّس بعد" (رؤ 22 : 10 - 11).
 
أخي الحبيب ... وسط هذه الأوضاع المتأزمة والخطايا البشعة ليتنا نحن المبررين بدم الحمل نقف في الثغر فنصرف غضب الله عن الأتلاف كما فعل موسى وندين الخطية بالوقوف صرحا منيعا ضدها كما فعل فينحاس فيمتنع الوبأ (مز 106 : 23، 30). لنتمسك، لنتقوّ، لنثبت، لنصلّ، لنتقدّس، لنقف في الثغر وكل ذلك بالمسيح ... هذا ما يفعله الصديق عندما تنقلب الأعمدة