متى 5: 9 » عود كبريت » من شجرة واحدة تصنع مليون عود كبريت، و يمكن لعود كبريت واحد أن يحرق مليون شجرة, لذلك لا تدع أمر سلبي واحد يؤثر على ملايين الإيجابيات في حياتك أفسس 14:5 » لذلك يقول استيقظ ايها النائم وقم من الاموات فيضئ لك المسيح ( أف 14:5 ( فيليبي 4: 7 » وَسَلاَمُ اللهِ الَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْل، يَحْفَظُ قُلُوبَكُمْ وَأَفْكَارَكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ - فيليبي 4: 7 مزمور 4:37 » وتلذذ بالرب فيعطيك سؤل قلبك  ( مزمور 4:37(
لافتة إعلانية
الكاتب عصام عودة    الأحد, 13 مارس 2011 11:09    طباعة
أنا والآب واحد
مقالات روحية

أنا والآب واحدلقد لفظ الرب يسوع هذه العبارة في حواره مع اليهود في أنجيل يوحنا أص 10 ع 30، عبارة أغاظت اليهود بشدة حتى أنهم رفعوا حجارة ليرجموه. لقد أعلن يسوع عن وحدته بالآب دون خوف، فلم يقل ذلك بالخفاء أنما أعلنها أمام الملأ، كما صرّح بذلك بولس الرسول برسالته ألى أهل فيلبي أن الرب يسوع لم يحسب خلسة أن يكون معادلا لله.

أن الرب يسوع لم يعلن وحدته بالاب فقط أنما أيضا وحدتنه فينا نحن أولاده عندما رفع صلاته للآب السماوي قائلا "ليكون الجميع واحدا كما أنك أنت أيها الآب فيّ وأنا فيك ليكونوا هم أيضا واحدا فينا ليؤمن العالم أنك أرسلتني" (يوحنا 17 : 21) ويعلن الرب عن وحدتنا به في العدد الذي يليه.

أذا نرى كم كان وما زال الرب مهتما بوحدة أولاده وكنيسته. كم نحن أذن بحاجة ألى وحدتنا في هذه الأيام الأخيرة، حيث بردت محبة الكثيرين، ولكي نحافظ على وحدتنا ونمكّنها نحتاج أن نثابر ونواظب بل ونضحّي ونجاهد كي نحافظ على وحدتنا في المسيح.

أذا رجعنا ألى القطعة التي ذكرها الوحي في رسالة فيلبي (2 : 1 - 11) نلاحظ تشديد الرسول بولس على وحدة المؤمنين بالفكر الواحد، المحبة الواحدة، النفس الواحدة، وبالتالي فكل ذلك يتطلب أولا وقبل كل شىء المحبة، وفي تتمة القطعة المذكورة يشدد على التواضع، الأهتمام بالآخرين كاهتمامنا بنفوسنا ثم أنكار الذات حتى الموت لأجل المسيح. "فكر المسيح" هو الفكر الذي يأتي بالمجد للمسيح وليس المقصود هو أن نفكّر بنفس الطريقة، فقد خلقنا الرب بتنوّع جميل ورائع، وقد نختلف بالرأي في الأمور غير الجوهرية من ناحية الأيمان، ويجدر أن تأتي بنا الى الحوار الشرعي بمحبة وقبول الآخر، فها نحن نرى بولس وبرنابا يختلفان في أمر أخذ مرقس معهما للخدمة، حتى أدّى بهما الأمر ألى الأفتراق ولكن بهدف خدمة السيد (أع 15 : 36 - 41). فشعار بولس وبرنابا كان: "نتفرق لنخدم" وليس "نخدم لنتفرق" وشتّان ما بين هذا وذاك.

هناك عمودان أساسيان للمحافظة على وحدتنا في المسيح: معرفة الكلمة والأمتلاء بالروح القدس، ففقدان أو نقص واحد من هؤلاء قد يفقدنا فهم الأمور الروحية بشكل صحيح وبالتالي للضلالة والأنشقاق، فقد وبّخ الرب الصدوقيين أنهم يضلون لعدم معرفة الكتب، أي كلمة الله، ولا قوة الله، أي الروح القدس، ونعلم كم هي صعبة عواقب الضلالة الروحية، مثال آخر لشقاق ناتج عن عدم المعرفة للكلمة وضعف روحي نراه في الجدل الذي حدث في الجمع عن هوية المسيح في أنجيل يوحنا أص 7 ع 40 - 43، فبالعض قال أنه نبي، البعض الآخر قال أنه المسيح ومجموعة أخرى قالت أن المسيح ينبغي أن يأتي من بيت لحم وليس من الجليل، "فحدث أنشقاق في الجمع لسببه"، وما هذا الشقاق ألا بسبب عدم الأمتلاء من معرفة الكلمة وقوة الله، فنلاحظ أن كل المجموعات المذكورة تكلمت بمعلومات صحيحة عن المسيح ولكن ليست كاملة، فهو بالحقيقة النبي الآتي الى العالم ولكن ليس فقط نبي، وهو المسيح الذي تكلمت عنه النبوءات وهو الذي ولد في بيت لحم اليهودية وهو أيضا الذي تربى وعاش في الناصرة أي في الجليل، ولكن لسبب عدم معرفة شاملة لكلمة الله لم يدركوا أن كل ما قالوه عن المسيح صحيح ولسبب عدم أمتلائهم من قوة الله انشقوا وافترقوا. 

أن موضوع الوحدة لأمر مقدس، الذي يدخلنا ألى حضرة الأب والأبن ويجعلنا واحد بالمسيح، وبالتالي فهو "شغل أبليس الشاغل" الذي يريد أن يضرب وحدة المؤمنين في الكنيسة الخاصة والعامة، كيف لا والرب يحذر بطرس قائلا:" سمعان سمعان هوذا الشيطان طلبكم لكي يغربلكم كالحنطة ولكني طلبت من أجلك لكي لا يفنى أيمانك وأنت متى رجعت ثبّت أخوتك" (لوقا 22 : 31).

أن عكس الوحدة هو الشقاق، والرسول بولس يخبرنا أن الشقاق هو من أعمال الجسد (غلاطيه 5 : 20)، والشقاق يجلب الضعف لجسد المسيح وللكنيسة، وهذا ما يريده الشيطان.

أخي وأختي العزيزين، أذا كان الرب يسوع قد صلى وأوصى قبيل الصليب لأجل وحدة تلاميذه القريبين والبعيدين فلنأخذ الأمر بغاية من الأهمية والجدية، فلنتوحد ولنتكتل بقوة، ليكن لنا فكر المسيح، فكر المحبة والتواضع والعطاء، ولنتمم كل ذلك بأتحادنا وثباتنا بالمسيح ربنا، بمعرفة كلمته والأمتلاء من روحه القدوس في كل حين فندحر بذلك أعمال أبليس

 

 

خدمات الكنيسة