الكاتب فرحة مخول    الجمعة, 23 ديسمبر 2011 02:38    طباعة
الميلاد العجيب - فرحة مخول
مقالات روحية

 لوقا 2: 16 " فجاءوا مسرعين ووجدوا مريم ويوسف والطفل مضطجعا في المذود". نال المجوس والرعاة بركة عظيمة، بلقاء الطفل يسوع في مذود البقـر- متى 2:1 في بيت لحم- بيت الخبز- لأن يسوع هو خبز الحياة.

وعندما نتأمل هذا الميلاد العجيب، وهذا الوضع الغريب، لملك الملوك ورب الأرباب، نأخذ دروسا روحية عميقة، ونأمل أن نطبقها على حياتنا العملية، في هذه السنة المباركة.....

من هذه التأملات، والدروس الروحية:

١. إن قيمة الإنسان لا تأتي من المكان الذي يقيم فيه, بل المكان هو الذي يأخذ قيمته من       الشخص الذي يقيم فيه، فكثيرون يسكنون قصور فخمة، ولكن حياتهم فاسدة, تعيسة !     وليس المهم أين تسكن، ولكن كيف تعيش في المكان الّذي تسكنه، وهل مع الله؟ أم مع سواه؟     فاّشكر الله على مسكنك، الذي يحميك من ظروف الجو والشر.

٢. إن الرفاهية الزائدة عن الحد عائق للروحانية:  كم من نفوس حزينة جدا، رغم توفر كل       الكماليات الحديثة بأيامنا، لأنها بعيدة عن حياة الروح، ومنشغلة بأمورالجسد، ويدب فيها       الإنقسام والخصام، رغم توفر الماديّات. وكما يقول الرب على لسان سليمان الحكيم:      " لقمة يابسة ومعها سلام، خير من بيت ملآن ذبائح مع خصام " أمثال 17 : 1 .      لقد عاش الآباء في نسك وفقر إختياري، وأعلمونا أن مفاتيح السعادة هي في الطاعة،       والوداعة، والقناعة، والمحبة.

٣. على الإنسان أن لا يخجل من فقره المادي أو مسكنه، أو من مظهره البسيط، فالسيد المسيح       لم يكن له أين يسند رأسه، ولم يمتلك ملابس فاخرة.      وعلينا عدم إحتقار المساكين لرثاثة ثيابهم، لأن العبرة تؤخذ من الداخل وليس من الخارج،        " الإنسان ينظر الى العينين( الشكل الخارجي) أما الرب ينظر الى القلب " اصم 16: 2 

٤. القناعة هي إحدى أسباب سعادة وفرح المؤمن الحكيم. فقد قنعت مريم العذراء بالتواجد في      مغارة، ولم تكن لها ثياب خاصة تقمط بها وليدها" الطفل الملوكي"، بل لفّته بخرقة      بالية!!! وقال القديس بولس- " تعلمت أن أكون مكتفيا بما أنا فيه " فيلبّي 4: 11 . " وإن      كان لنا قوت وكسوة (لقمة+ هدمة) فلنكتف بهما"..1تي 6: 8.

   أحبائي... أخي وأختي...دعونا لا نتذمر اذا كان وضعنا الإجتماعي غير مناسب، ولا نقارنه     بوضع الأغنياء بالمادّة، ولنشكر الله بإستمرار.

٥. إن ميلاد الفادي وجميع الحيوانات من حوله...هو أشاره لعمله الخلاصي...فالمتأمل يرى هنا        إشاره الى العهد القديم, الذبائح الحيوانية, وبين المولود الذي هو ذبيحة الصليب...

     فالسيد المسيح هو ذبيحة العهد الجديد الكفارية والدائمة والكاملة, والتي تمت على الصليب       وأنهت ذبائح العهد القديم التي كانت كلها رموزاً لذبيحة العهد الجديد " لأنه لا يمكن أن دم       ثيران أو تيوس يرفع الخطايا" عب 10: 4 .

     عب 9: 12  "وليس بدم تيوس وعجول بل بدم نفسه دخل مرة واحدة الى الأقداس فوجد        فداءً أبديا".

٦. تغير شكل المذود بميلاد الفادي، وتغيرت المدينة وارتفت قيمتها ، واصبحت مدينة الميلاد      مشهورة، مدينة تاريخية،  يقدرها ويثمنها كل العالم.

     أحبائي...الرب ينادي " تغيروا عن شكلكم بتجديد اذهانكم"...رومية 12 :2، بتغيير قلوبكم، 

    وليس بتغيير ملابس جديده للعيد!!!

 

٧. البيوت التي هي مذود لحيوان فقط، هي التي يكون فيها مجال للصراعات والإنقسام       والخصام وفقدان السلام.

    وليت الرب  بنولد في قلوبنا ويغير حياتنا، ويجدد أرواحنا، ويسكن بداخلنا بروحه القدوس    

    فتصير بيوتنا بيوت صلاة، بيوت طهارة، بيوت بركة....اّمين

 

 كل عام وأنتم بخير

 

      فرحة شحادة مخول