متى 5: 9 » عود كبريت » من شجرة واحدة تصنع مليون عود كبريت، و يمكن لعود كبريت واحد أن يحرق مليون شجرة, لذلك لا تدع أمر سلبي واحد يؤثر على ملايين الإيجابيات في حياتك أفسس 14:5 » لذلك يقول استيقظ ايها النائم وقم من الاموات فيضئ لك المسيح ( أف 14:5 ( فيليبي 4: 7 » وَسَلاَمُ اللهِ الَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْل، يَحْفَظُ قُلُوبَكُمْ وَأَفْكَارَكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ - فيليبي 4: 7 مزمور 4:37 » وتلذذ بالرب فيعطيك سؤل قلبك  ( مزمور 4:37(
لافتة إعلانية
طباعة
دعوة إلى الراحة
السنة 31 شتاء 2009

دعوة إلى الراحة

"تعالوا إلي يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم" (متى 28:11)

دعوة إلى الراحةتعب كلها الحياة!! ألم ومرارة، هموم ومشاكل في كل الحقول والميادين، حزن ويأس وقنوط، بؤس وشقاء، دموع تذرف!! تأوهات وزفرات تتصاعد من وادي ظل الموت، حيث النفوس المعذبة مطروحة على أسرة المرض والألم، في المستشفيات والبيوت، في القصور والأكواخ نرى الناس تئن وتتلوع من شدة الوجع ومرارة الألم، تصرخ وتستغيث، تطلب الرحمة والنجدة، تسأل عمن يعزيها، ويرثي لحالها مقدما لها وسائل الراحة والإسعاف.


وماذا تقول عن عالمنا الحائر المرتبك، شيبه وشبابه، برجاله ونسائه، يسود القلق والخوف والاضطراب بسبب الحوادث المؤلمة التي تقع في هذه الأيام، اشتباكات دامية تحصل هنا وهناك ثورات مسلحة اجتاحت، وتجتاح بلاداً كثيرة، مشاكل عنصرية، ومادية، واجتماعية، وسياسية، هذا بالإضافة إلى الغيوم السوداء المتلبدة في الأفق، والجو المحموم والمكفهر المهدد بالانفجار بين لحظة وأخرى... والعالم في هذا الظرف العصيب يتساءل ويقول: إلى أين المصير؟ متى تنتهي هذه الأزمات؟ ونتنفس الصعداء؟ وتأتي أوقات الفرج؟ ونعيش حياة الراحة والهناء والسلام؟ والرب يجيب جميع هؤلاء بكل وضوح وجلاء على لسان اشعياء النبي: "لا سلام قال الرب للأشرار" (أشعياء22:48)، لا استقرار ولا سلام في العالم بالرغم من قرارات مجلس الأمن الدولي، ونداءات أعاظم رجال السياسة، والخطابات الرنانة في قاعات الأمم المتحدة. لا يزال السلام مفقوداً والاضطراب يخيم في كل مكان! لا راحة ولا اطمئنان ولا سرور للذين خالفوا كلمة الله المقدسة، واستهانوا بالناموس الإلهي، ولم يصغوا لصوت الرب ويتجاوبوا مع محبته الإلهية، ورفضوا المسيح، ولم يقبلوه مخلصا لحياتهم، فعاشوا حياة الإباحية والفجور وتلطخوا بالعار والنجاسة!! وسمحوا للخطية أن تترعرع وتتغلغل في كيانهم الداخلي، فنجست القلب، وأفسدت العقل، وشلت الإرادة، وشوشت الفكر، وأماتت الضمير! وجلبت للإنسان التعاسة والمآسي والويلات والخصومات والحروب، ووضعته في بالوعة اليأس والحزن محملا بالهموم ومثقلا بالمشاكل والمتاعب. وأخيراً إذا استمر الإنسان في عناده وعدم طاعته ولم يقبل الرجوع عن الخطية والمعصية، تائبًا توبة قلبية صادقة، ستفصله الخطية عن الله وتقذف به إلى هوة سحيقة – إلى الجحيم الأبدي – حيث الدود لا يموت والنار لا تطفأ، هناك البكاء والألم، والندم حيث لا ينفع الندم...


أيها القارئ العزيز!! يا من أتعبتك الخطية، ومررت حياتك، وأفقدتك السلام القلبي والفرح والسرور وسلبت منك العفة والطهارة، وجعلت الاضطراب يخيم عليك، وعلى أفكارك ليلًا ونهارًا، والخوف من المستقبل يزعجك ويؤلمك، والدينونة والأبدية المظلمة تخيفك وترعبك...


إن السماء تبشرك بفرح عظيم يملأ كيانك وحياتك، شرط أن تلبي الدعوة وتأتي مسرعًا إلى المسيح، مصدر الراحة والفرح والبهجة والسرور، لأنه لا يزال فاتحا ذراعية وينادي ويقول: "تعالوا إلي يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم "و" من يقبل إلي لا أخرجه خارجاً".


أيها المتعبون جميعاً، والمشغولون بالخطايا والهموم! يا من تراكمت عليكم المتاعب والمصاعب في الحياة! يا من تئنون تحت نير الخطية وحملها الثقيل، وتعيشون حياة البؤس والشقاء، أيها الحزانى والمرضى، والمصابون بأوجاع مختلفة: تعالوا جميعاً إلى المسيح معطى التعزية والراحة والسلام. لقد قال من فمه القدوس: "سلاما أترك لكم سلامي أعطيكم ليس كما يعطي العالم أعطيكم أنا" هو وحده يستطيع أن يخلصكم ويحرركم من عبودية الخطية وقصاصها المرير: تعالوا الآن قبل فوات الأوان، بلا تسويف ولا تأجيل. سلموا نفوسكم للمسيح تسليما كاملا.


اقتربوا إلى يسوع المصلوب واعترفوا له بكل آثامكم وخطاياكم. آمنوا به الإيمان الحي العملي واتكلوا عليه وحده اتكالا كليا وليس على سواه. واسمحوا له أن يدخل إلى الفكر والعقل، فسيهز المشاعر والعواطف ويتغلغل في القلب والحياة لكي يجري انقلابا جذريا في الكيان الداخلي، ويطهركم من كل الخطايا والآثام، وحينئذ تشعرون بالراحة والهناء والسلام والسعادة والسرور وتنتقلون من الموت إلى الحياة، ومن الظلمات إلى النور.

مصباح الحق السنة الواحدة والثلاثون شتاء سنة 2009

 

 

خدمات الكنيسة