طباعة
ثـقب الإبـرة
السنة 31 شتاء 2009

ثـقب الإبـرةيقول اللورد نوجنت عن هذه الآية ما يأتي: لما كنت خارجًا من أحد الأيام من حبرون عن طريق البوابة الكبيرة رأيت مع مرافقي قافلة من الجمال مقبلة، فقيل لي أن أمُر من ثقب الإبرة بدلا من البوابة الكبيرة، أو بمعنى آخر، طُلب مني أن أخرج من البوابة الصغيرة والجانبية بدل البوابة العمومية، ومنذ ذلك الوقت فهمت معنى التعبير الشائع بينهم عن ثقب الإبرة، فهو تعبير طبيعي عندهم يوضح المثل الذي ضربه المسيح عن مرور الجمل من ثقب الإبرة هذا ما لم يترك كل حمله ويخلع عنه كل ما عليه من الأثقال ولا يزال هذا التعبير يستعمل عند العرب مشيرًا إلى صعوبة المرور من ثقب الإبرة، وعلى هذا النحو اعتاد العرب عمل الأبواب في منازلهم بحجم صغير جدًا ليعيقوا الأعراب الناهبين من الدخول إليهم، وهي من الصغر بحيث يمر منها الجمل زاحفا على ركبه، وهي عملية شاقة، ومن ذلك نرى أن مثل المسيح كان أمرًا طبيعيًا، مرور الجمل من ثقب الإبرة، أي من الباب الضيق المعد لمرور الناس، أيسر من مرور الغني إلى ملكوت الله.

الـجـمـل

* حمَّلت جملي بكل غناي، فارتفعت الحزم إلى فوق، وأخذته إلى "ثقب الإبرة" فقالت لي الإبرة: ما هذا؟ قلت، هذا حرير وهذا ذهب، وهذه حجارة كريمة، وهذه لألئ نادرة، وجئت لأدخل فرفضت.

* دفعت جملي بغضب ليدخل، فلم يستطع الحمل كان عاليا.

* ركبت على جملي نهارًا وليلاً، وحاولت الدخول بطريق الحيلة، ودرت دورات كثيرة، فلم أجد إلا طريق "ثقب الإبرة".

* تضجرت لأن أموالي تناقصت! فغضبت، على نفسي، ورغم هذا، انتزعت بعض أثقالي وحاولت الدخول، فظل جملي على وقفته.

* نزلت عن جملي وحملت أفضل أموالي في جيوبي حتى انتفخت، وذهبت إلى ثقب الإبرة لأدخل، فرفضت.

*  أخيرًا، ألقيت بكل شيء على الأرض، وركعت على ركبتي وصليت وترجيت قائلا: شحاذ يريد الدخول يا رب، فاغفر خطيتي، فرحب بي ثقب الإبرة، والحمد لله دخلت.                

مجلة مصباح الحق