السبت, 06 فيفري/فبراير 2016 19:23    طباعة
حَـلَّ بيننا
قراءات يومية

الكلمة صارَ جسدًا وحل بيننا، ورأينا مجده، مجدًا كما لوحيدٍ من الآب، مملوءًا نعمة وحقًا (يوحنا14:1)

إنها لحقيقة رائعة تلك التي يُعلنها لنا الوحي في يوحنا 14:1، فالذي كان قبل أن يكون زمان، الذي بأمره دارت عجلة الزمن، الذي جعل الكون ينبض بالحياة، الذي هو بهاء مجد الله ورسم جوهره، الكلمة الأزلي الأبدي، صار جسدًا وحلَّ بيننا، مُشترِكًا في اللحم والدم حتى يستطيع أن يقترب إلينا دون أن يرعبنا، وهذا ما يملأ نفوس المؤمنين به بالإعجاب والتعبُّد.

لم يأتِ كما يأتي ملك لزيارة رعاياه في أكواخهم، ناطقًا لهم بكلمات رقيقة، ثم يتركهم ناسيًا إياهم، بل "حَلَّ بيننا". لم يتباعد عنا، بل دخل في ظروف الحياة، واشترك في أحزان الناس، ودخل في بيوتهم، وجعل الاتصال به سهلاً ميسورًا حتى لأفقرهم وأشرَّهم "حل بيننا ... مملُوءًا نعمةً وحقًا".

وما أعلنه لنا دائم وثابت، لأنه هو هو أمسًا واليوم وإلى الأبد. وقد قال لنا: "مَنْ رآني فقد رأى الآب". وكم انجذبت عواطفنا إلى الآب منذ أعلنه لنا الرب يسوع الذي حلَّ بيننا!

جازَ في أرض الشقا                                                  مُظهـرًا كـلَّ كمـــــالْ

عظَّمـــــوهُ واقتفـــوا                                                  إثرَ مَنْ أعطى المثالْ