الأربعاء, 19 أكتوبر 2016 10:20    طباعة
"فالمؤمن مديون لنعمة الله ورحمته الغافرة"
قراءات يومية

"فإذًا أيها الأخوة نحن مديونون ليس للجسد لنعيش حسب الجسد" (رومية 12:8)     

نحن جميعًا كخليقة الله مَدينون له لنطيعه طاعة مُطلقة من كل النفس ومن كل القدرة. أما وقد كسرنا وصاياه، فنحن مديونون لعدالته. والدين باهظ لا سبيل إلى إيفائه.

غير أنه المؤمن يمكن أن يُقال عنه إنه ليس مديونًا لعدالة الله بشيءٍ ما، لأن يسوع المسيح قد  سدَّد كل دين الذين آمنوا به. من أجل هذا، فإن المؤمن مديون، ليس لعدالة الله بل لمحبة الله.

فالمؤمن مديون لنعمة الله ورحمته الغافرة.

والله لن يُطالبه بدين قد استوفاه فعلاً. ولما قال المسيح: "قد أُكمِل" كان يعني بهذا القول إن كل دين على الذين يؤمنون به قد سويَ وانتهى إلى الأبد. انتهى إلى غير رجعة ولا يعود يذكره فيما بعد. والعدالة الإلهية التي تُطالب ولا تتراجع عن حقوقها قيد شعرة، قد استوفت حقوقها بالتمام والكمال. وحساب المديونية قد أُقفِل نهائيًا. وصك الدين سُمر في الصليب، والمُخالصة من الدين قد سُلَّمت للمؤمن في كلمة الله. يا للمسامحة! ويا للبر الإلهي الذي اكتسى به كل مَن آمن!!