الخميس, 19 جانفي/يناير 2017 12:02    طباعة
"اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئًا لقدميك"
قراءات يومية

"لأنه يجب أن يملك حتى يضع جميع الأعداء تحت قدمية" (1كورنثوس 25:15)

لقد رآه مرة كأنه واحد منهم، وتطاولوا عليه وأوثقوه وساقوه، ثم صلبوه. ومع أن موته على الصليب كان طريق ظفَره بكل الأعداء، فقد توَّهَمه الناس وهو على الصليب أضعف من أن يخلَّص نفسه، فقالوا متهمكَّين: "خلَّص آخرين وأما نفسه فما يقدر أن يُخلَّصها!" (متى 42:27). وصَمَت "ربي وإلهي"، وكان لسان حاله: "وأما أنا فكأصم لا أسمع. وكأبكم لا يفتح فاه. وأكون مثل إنسان لا يسمع. وليس في فمه حُجة" (مزمور 38: 14،13).

ومات "رئيس الحياة" ودُفن وتوارى عن الأنظار، لكنه قام بتنفيذ مشورات الله على الوجه الأكمل، وصعد إلى المجد والدليل على ذلك ما قاله الله له: "اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئًا لقدميك" (مزمور 1:110). وبعد ذلك توالّت الأجيال، وقال فيه كل جيل كلمته. ولا زالت الأجيال تتحدَّث عنه وتقول فيه ما تشاء. إنه يسكت الآن مُستترًا حتى يحين وقت مجيئه ليملك بقوة ومجد كثير (متى 30:24)، ولا بد من ظهوره ومُلكه ليتضح للجميع حقيقة أمره "لأنه يجب (أو لا بد) أن يملك حتى يضع جميع الأعداء تحت قدميه".