السبت, 25 فيفري/فبراير 2012 14:40    طباعة
السبت 25 فبراير
قراءات يومية

"طوبى للمساكين بالروح، لأن لهم ملكوت السماوات" (متى 3:5)

 

المسكَنة بالروح ليست هي بالفقر في الممتلكات المادية أو المؤهلات العملية، بل تعني الشعور العميق بالفقر الأدبي والروحي، إنها ليست فقرًا خارجيًا، بل هي شعور في الداخل بأني لست شيئًا، ولست أمتلك من الصلاحيات  شيئًا، ولا أستحق شيئًا، لذلك أركن على الله في كل شيء. ويضع المسيح هذه الصفة في افتتاحية موعظته على الجبل لأنها نقطة البدء في علاقة الإنسان مع الله، فيهبه الله بالنعمة كل شيء. والعالم يحتقر المساكين ولا مكان لأمثالهم فيه، ومبادئ العالم هي: ثق بنفسك واكتشف قدراتك الداخلية. لكن، كم يحب الرب المساكين! فهو يبدأ موعظة الجبل بتطويب المساكين، بل إن أول عظة له هي تلك التي قالها في مجمع الناصرة، ويستهلها بالقول: "روح الرب عليَّ، لأنه مسحني لأبشر المساكين" (لوقا 18:4).

 والمسكين بالروح يشعر أن المكان الجدير به هو التراب والرماد مثل أيوب (أيوب 6:42)، لأنه هو نفسه تراب ورماد (تكوين 27:18).