الخميس, 13 أفريل/أبريل 2017 11:08    طباعة
"لم يفعل شيئًا لنفسه"
قراءات يومية

"كلهُ مشتهيات" (نشيد 16:5)

كان الإنسان يسوع المسيح ينمو في النعمة أمام الله والناس. لقد كان دائمًا خادمًا لكل واحد. كان أول ما استلفت نظري أمام قراءة الأناجيل منذ بضع سنوات هو هذا: هنا إنسان لم يفعل شيئًا لنفسه قط. يا لها من معجزة أن نجد إنسانًا لا يعيش لذاته لأنه قد أخذ الله لنفسه!

إن المبادئ التي يسير عليها الناس في أعمالهم هي إرضاء الذات، وتعظيم الذات، وتقديم مصالح الذات. أما الرب المبارك فكان فيه التكريس الحقيقي في القلب والعاطفة والخدمة بدون أي ذرة من طلب ما للنفس. ذات الشيء الذي يحبه الإنسان جدًا، هو الذي تجرد منه تمامًا ذلك الشخص الكامل "مجدًا من الناس لست أقل" (يوحنا 41:5).

نجد في الرسل عواطف مدهشة، وأعمالاً – كما قال الرب – أعظم من أعمالة، ونجد درجات عالية وصَلوا إليها بالنعمة، ولكننا لا نجد الكمال الذي كان في المسيح لأنه كان ابن الإنسان الذي هو في السماء. أمثال بولس الرسول كانوا أوتارًا أحدث عليها الروح القدس موسيقى شجية، أما المسيح فهو ذات الموسيقى كلها. ليتنا نُنكر ذواتنا مُتمسكين بآثار خطواته.