الثلاثاء, 19 ديسمبر 2017 11:25    طباعة
"وصرخت .. امرأة"
قراءات يومية

"وصرخت إلى أليشع امرأة من نساء بني الأنبياء قائلة: إن عبدك زوجي قد مات .. فأتى المرابي ليأخذ ولدي له عبدين" (2ملوك 1:4)

ربما لا يوجد ظرف صعب، من الممكن أن يجيز الله النفس فيه، قدر الشعور بالذل والاحتياج وضياع كل المساند البشرية في وقت تزداد فيه الحاجة إليها. كن هذا يدفع النفس المُتعبة إلى الاتكال عليه هو، ذاك الذي يظل الثابت والأمين برغم اهتزاز وتذبذب كل المصادر الكثيرة غبر الثابتة والمتغيرة. وما أحلى اختبار النعمة هذا الذي تختبر النفس في نهايته الاتكال على الله الذي ينجي من الموت، بل أيضًا الله الله الذي له في الموت مخارج!  

"وصرخت .. امرأة" (ع1). وكأن هذه المرأة لم تفعل شيئًا في حياتها إلا أنها صرخت، وكأنه أمام صراخها هذا يتوقف الزمن، بل يتوقف قلم الروح القدس ليسجل صراخها هذا. أو ليس هذا هو قلب الله الذي يجتذبه جدًا الصراخ؟  إنه يسمع أنين الأسير، أفلا يسمع صراخ الصديق!!

ومن العجيب أن الروح القدس لا يسجل عن هذه المرأة شيئًا، فمن هي؟ ما هو حالها؟ واسمها؟ ما اسم زوجها؟ ولكنه قبل أي شيء يسجل أنها صرخت. نعم إنه قلب الله المحب الذي يضغط أحيانًا ليسمع صوت الصديق صارخًا إليه