الاثنين, 08 جانفي/يناير 2018 13:43    طباعة
"خير أن يهلك"
قراءات يومية

"قال لهم واحد منهم، وهو قيافا ... خير لنا أن يموت إنسان واحد عن الشعب ولا تهلك الأمة كلها!" (يوحنا 11: 50،49)

كان المنطق الفاسد لقيافا الشرير واضح تمامًا وهو: ما أبسط التضحية، إنسان واحد! وما أعظم المكسب: الأمة كلها!

إن قيافا لم يكن يبحث عن العدل، بل عن المصلحة. إنه لم يفتش عن البر، بل عن المكسب. إنه هنا لا يمثل الرحمة باعتباره رئيس كهنة، ولا حتى العدل كقاضٍ، بل يتصرف وينطق كسياسي، بدهاءٍ فاسد. إنه لا يبالي بقانون، بل قال: إن ازدياد شهرة هذا الناصري يحتم موته، بغض النظر عن أي اعتبار آخر.

فمعنى قوله: "خير أن نعرض حياة شخص للخطر، ولا نعرض الأمة كلها للخطر". قديمًا عندما أراد داود المرفوض أن يخرج للحرب مع الشعب، فإن رجال شعبه المخلصين رفضوا قائلين "لأننا إذا هربنا ..، وإذا مات نصفنا لا يبالون بنا، والآن أنت كعشرة آلاف منا" (2صموئيل3:18). وأما ابن داود، الذي هو في الوقت نفسه ابن الله الوحيد، ولكنه المحتقر والمخذول من الناس، فلم يجد من يقول في حقه مثل هذا الكلمات التي قيلت عن داود، بل قال قيافا: خير أن يهلك، عن ان تهلك الأمة!!