الأربعاء, 02 ماي/مايو 2018 10:40    طباعة
"قيافا"
قراءات يومية

"قال لهم واحد منهم، وهو قيافا .. خير أن يموت إنسان واحد عن الشعب ولا تهلك الأمة كلها!" (يوحنا 11: 50،49)

يا للعمى! هل المسيح في نظرك يا قيافا مجرد واحد، ولا بأس من أن يهلك؟ ألا تعرف أيها الشرير من هو هذا الواحد؟ ألا تعلم أن قيمة أكبر من كل الأمة بما لا يقاس، بل إن كل الأمم أمامه – كما أخبرنا إشعياء – كنفطة من دلو، وكغبار الميزان تحسب (إش 15:40)، أو بالحري لا تحسب؟ ولولا عنصر المحبة العجيبة التي بها أحب، كان من المُحال أن تتم تضحية كهذه.

ثم يا للظلم! أيموت البريء، الذي لم يفعل ذنبًا، عن الأمة؟ إنه لم يأخذ رأية إن كان يقبل تلك التضحية لأجل الأمة أم لا، بل إن قيافا هو الذي سيحكم عليه بالموت لينقذ الأمة!

وأخيرًا أقول: يا للمأساة! فهذا هو قيافا ممثل الرحمة، يحكم وظيفة (عب 5: 2،1)، فإذا به لا يمثل الرحمة، ولا حتى يمثل العدل، بل إنه مثل بهما.

كــل خطايانــا حَمَــلْ                                         في جسمه على الصليب

دينونــة كــذا احتمَـلْ                                         وقـد وفـى الـدينَ الـرهيبْ

وكل ذا حسبَ مشيـ                                         ئــــةٍ وقصـــدٍ فــــي الأزلْ

             وكــل قصـــدِ الله بــلْ                                         تمجيـــدهُ بــــهِ اكتمـــــلْ