الأربعاء, 28 أوت/أغسطس 2019 11:26    طباعة
"عليك أتكل"
قراءات يومية

"في يوم خوفي، أنا عليك أتكل" (مزمور 3"56)

هناك مساحان في كياننا، كثيرًا ما يكون بينهما مضاربة كبيرة، ألا وهما العواطف والروح؟! بعواطفنا قد نجتاز في مسالك المظلمة والموحشة التي لا نعرف لنفوسنا مهربًا منها. إنها تمسك بنا وتقبض علينا فلا نستطيع الإفلات من قبضتها الحديدية. غير أن هناك مساحة أخرى من كياننا لا تخضع لقانون الخوف ولا تستسلم له؛ إنها أرواحنا التي تتجة إلى الله المحب وترتمي بكل أثقالها على صدره الحنان. وهناك في حضنه الدافئ، وعلى ذراعية القويتين نستطيع أن نستند بيقين كامل. وإن كانت عواطفنا خاضعة لقانون المد والجزر (متغيرة)، فإن أرواحنا لا تقبل إلا ما تمليه علينا كلمة الله الصادقة، وبذلك تسيطر أرواحنا على الموقف، وتبعث في النفس سلامًا يفوق عن قوة الأمواج الهائلة التي تضرب عواطفنا وتزعزهها.

إننا بعيوننا نرى الخوف، وتقر بوجوده، وبعواطفنا ندركه، ولكن بأرواحنا المتكلة على الله المحب تتمتع بالسلام التام والهدوء.