السبت, 14 مارس 2020 12:10    طباعة
"أبيجايل"
قراءات يومية

 «مَن سيفصلنا عن محبة المسيح؟»

(رومية 8: 35)

كانت أبيجايل في مركز اجتماعي مرموق، باعتبارها زوجة رجلٍ غني جدًا، لكن لم تَعُقها الحُظوة الاجتماعية من أن تُتحد نفسها بداود في يوم فقره وتعييره.  وتطلَّعت إلى ما وراء آلام داود لترى مجده الآتي.  ومن منظور هذا المجد وبثقتها في الملك استطاعت أن تقول «وإذا أحسنَ الربُّ إلى سيدي فاذكر أمَتَك».  هذه الكلمات تُذكّرنا بمشهد أعظم بما لا يُقاس، عندما أقرّ لص يموت على الصليب أن المصلوب إلى جواره هو رب المجد وملك الملوك، وتطلَّع بالإيمان إلى ما وراء الأحداث الراهنة البشعة إلى المجد العتيد، وبثقة في الملك أمكنه أن يقول: «ﭐذكرنِي يا ربُّ متى جئتَ فِي ملَكوتِكَ».  فما صار من أبيجايل ذات المركز المرموق، ومن اللص ذي المركز الوضيع، أنهما بذات الإيمان، تطلَّعا إلى ما وراء الحاضر، وتصرَّفا وتكلَّما في نور المستقبل، والمستقبل برَّر إيمانهما.  ورغم وجود داود في ظروف قاسية، لكنه تصرَّف بكرامة ملَكية باعتباره ملك ذي سلطان صرف أبيجايل، مُباركًا إيَّاها، ورفع وجهها.