الاثنين, 04 أفريل/أبريل 2022 13:57    طباعة
"طريق الإيمان"
قراءات يومية

  «فذهبتا كِلتاهُما حتى دَخلتا بيت لحمٍ»

(راعوث 1: 19)

اختيار راعوث في نظر الإنسان العالمي هو حماقة شديدة.  فأن تترك راحة موآب، ومسرَّات بيتها وأهلها وأرض ميلادها، لتتخذ رحلة برية لا تعلم عنها شيئًا، إلى أرض لم ترَها من قبل، لتُرافق أرملة فقيرة مُنكسِرة، لتعيش وسط شعب لا تعرفه.  فبالمنطق والعيان يبدو أن هذا جنون، وقمة الغباء.  ولكنها لم تكن سوى البداية لقصة رائعة ستنتهي بزواجها من بوعز جبار البأس، والغني.  والأروع من ذلك، هو أن اسمها سيُحفظ في سلسلة نسب ربنا يسوعفمَن يا تُرى يمكنه القول بإنها أخطأت إذ اختارت أن تقع قرعتها مع نُعْمِي العجوز؟

كذلك في يومنا هذا، فإن طريق الإيمان يبدو في نظر العالم قمة الغباء.  أن ترفض مجد العالم وتوِّحد نفسك مع شعب الله الفقير والمحتقر، فهذا يُعتبر للمنطق الإنساني والنظرة الطبيعية أنه جهالة.  ولكن الإيمان يُجيب: «لَم يُظْهَر بَعدُ ماذا سنكونُ».  وسيكون للإيمان مكافأته المجيدة، عندما ينفجر نهار المجد، ويتحوَّل الإيمان إلى العيان.