"وبأيدي أثمة صلبتموه وقتلتموه" (أعمال 23:2).

على الصليب عُلَّق الفادي الكريم 6 ساعات؛ منها 3 ساعات كانت الآم من يد البشر، وهم اليهود والرومان، و3 ساعات احتمل ربنا المعبود قصاص خطايانا من يد الآب العادل القدوس.

فاليهود والرومان أهانوا المسيح له المجد وحكموا عليه وبأيدي أثمة صلبوه وقتلوه. ونرى أيضًا الكهنة ورؤساءهم وخدامهم الذين ساهموا بتسليم المسيح لبيلاطس قائلين: "لنا ناموس، وحسب ناموسنا يجب أن يموت، لأنه جعل نفسه ابن الله" (يوحنا 7:18).

لقد احتمل له المجد، أنواعًا كثيرة من الآلام من لطم وضرب وجلدْ واستهزاء وإهانة خلال الساعات الأولى، وهذه لم تكن لتكفَّر عن خطايانا، وإنما أظهرت عداء البشر له، وأخرجت ما هو دفين في قلوبهم من حقد وشر. ومن جهة أخرى، تُرينا ما يحتويه قلب المسيح من محبة للبشر رغم عدائهم السافر، فقد نادى الآب وهو على الصليب قائلاً: "يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون" (لوقا 34:23).