"وتكلم بها حين تجلس في بيتك، وحين تمشي في الطريق" (تثينة 7:6)

كان تلميذا عمواس في منتهى الحزن والأسى، ضاع منهما الأمل واستبد بهما الألم، فما الذي أخرجهما من حالتهما، بل وأبدلهما بالفرح؟ إنه الكتاب المفتوح. ليس أن المسيح كان معه نسخة من الكتاب المقدس في يديه، بل كانت الشريعة في وسط أحشائه، فلما فتح الكتاب وشرحه لهما التهب القلب.

وربما من بدء التاريخ لم يحدث أن اثنين من البشر انتقلا بهذه السرعة من اليأس والحيرة إلى قمة الفرح والنشوة كما حدث مع تلميذي عمواس، والسبب في فتح المكتوب.

صحيح أن الذي كان معهما هو يسوع المقام، ولكنه قصد أن يكلمهما ويشرح لهما الأمور المختصة به في جميع الكتب قبل أن يعرفا حقيقة شخصه. وبعد أن عرفاه قال أحدهما للآخر: "ألم يكن قلبنا مُلتهبًا فينا إذ كان يكلمنا في الطريق ويوضح لنا الكتب؟".

يقول الحكيم: "الغم في قلب الرجل يحنيه"، لكن يستطرد قائلاً: "والكلمة الطيبة تفرحه" (أمثال 25:12). ونحن لدينا حقًا الكلمة الطيبة التي تفرح.