«اشدُد وانزل لئلا يمنعَك المطر»

(1ملوك 18: 44)

لقد كافأ الرب انتظار إيليا، فأدرك أن صلاته على وشك أن تُجَاب مع أن العين البشرية لم ترَ سوى «غيمة صغيرة قدر كف إنسان».  لكن وراء هذه الغيمة الصغيرة رأى إيليا يد الله.

وفي كامل الثقة بالله أرسل غلامه ليقول لأخآب: «اشدد وانزل لئلا يمنعك المطر».  العين البشرية لا تجد علامة للمطر، فالجـو كان صافيًا ما خلا هذه الغيمة الصغيرة التي هي قدر كف إنسان، لكن عين الإيمان كانت ترى أن الرب خلف هذه الغيمة الصغيرة، وأنه يستطيع أن يعمل بها عمله العظيم. 

وهل نسيَ إيليا أنه بقدر كف إنسان من الدقيق وقليل من الزيت عالَ عائلة سنة كاملة وربما أكثر؟  وألا نرى نحن في العهد الجديد كيف أشبع الرب آلاف الجموع بخمس خبزات من الشعير وسمكتين صغيرتين؟

لقد أدركَ إيليا أن الرب لا بد أن يملأ السماء بالغيوم من هذه الغيمة الصغيرة، وقد حدث فعلاً «أن السماء اسوَّدت من الغيم والريح، وكان مطرٌ عظيم ..».