«فتكلِّمُهُ وتضَع الكلمات في فمهِ، وأنا أكونُ مع فمِكَ ومع فمهِ»

(خروج 4: 15)

كان على موسى أن يتكلَّم هو إلى هارون, إلا أن موسى كان مستعدًا تمامًا أن يذهب طالما تأكد من صُحبة مَن هو مسكين وضعيف ومائت مثله؛ بينما لم يكن يستطيع أن يذهب عندما تأكد, مرارًا وتكرارًا, من أن يهوه سيكون معه. 

آه عزيزى القارئ, ألا يرفع كل هذا أمامنا مرآة أمينة فيها نرى انعكاسًا لصورة قلوبنا؟!  إننا على أتم استعداد لأن نثق في أي شيء دون الله الحي.  فنحن نتحرَّك بقرارات جريئة عندما نملك تشجيع ودعم مسكين ضعيف مائت مثلنا، لكننا نضطرب ونتردَّد ونحتج عندما يكون لنا نور وجه سيدنا ليُنير لنا, وقوة ذراعه كُلّي القدرة ليدعّمنا.  يجب أن يقودنا ذلك إلى الاتضاع العميق أمام الرب, لنسعى إلى معرفة أشمل لشخصه.

يا مُخلِّصًا كريمًا أرشدَنَّا عابرين   في بريَّةِ الشقاءِ نحيا فيها سائحين