«تأخذونهُ. صارَ كل هذا عليَّ»

(تكوين 42: 36)

يا ليعقوب المسكين!  لقد خُيِّلَ إليه أنه ما كان ليرى اثنين من بنيه.  وتوقع أنه سيفقد الثالث، ولذلك صرخ قائلاً: «صارَ كل هذا عليَّ (أي ضدي)!».  وكان أبناء يعقوب قد باعوا أخاهم ليكون عبدًا في مصر.  والآن، بعد عشرين سنة، اضطرتهم مجاعة شديدة للذهاب إلى هناك كي يشتروا حنطة.  وإذا بيوسف، وقد صار مُتسلِّطًا على كل أرض مصر، يعرفهم في الحال.  أمَّا هم فلم يعرفوه.  وهكذا امتحنهم يوسف ليعرف هل تغيَّروا نحو الأفضل.  وبواسطة الترجمان عاملهم بقسوة.  ومن ثم أبقى شمعون رهينة لديه وأمرَ برَّد مالهم إلى أكياسهم المملوءة قمحًا ليمتحن أمانتهم.  فأخذ فيهم الخوف الشديد وتحيَّروا.  فلا عجَب أن ظن يعقوب أن جميع المصائب حلَّت به، غير أنه كان مُخطئًا! إذ لم تكن تلك الأحداث إلا حلقة من سلسلة لن تفضي فقط إلى ردّ شمعون ليعقوب، بل أيضًا إلى جمع شمله مع يوسف بعدما كان يحسبهُ ميتًا منذ عشرين سنة.

عزيزي: هل تصرخ: «صارَ كل هذا عليَّ» إذًا اقرأ تكوين 45 فترى ما فعله الله ليعقوب.  وليقوَ إيمانك في ذاك الذي يجعل كل الأشياء تعمل معًا للخير.