"سيُغيِّر شكل جسد تواضُعنا ليكونَ على صورة جسدِ مجدهِ، بحسَبِ عمَلِ

استطاعتِهِ"    

(فيلبي 3: 21)

إن أمجاد المسيح السماوية أكثر من أن تحتملها العيون الطبيعية، فقد خاف بطرس ويعقوب ويوحنا حين دخلوا في سحابة المجد فوق جبل التجلِّي، مع أن ذلك المشهد المأثور لم يكن إلا لمحة لملكوت الله العتيد.  إن اللحم والدم ممنوعان كُليَّةً من الدخول لظروف مجد ذلك الملكوت إلا عن طريق تغيير جذري، بيد أن السر الذي أعلنه الرسول يُرينا أن هذا التغيير سيتم فجأةً.

هذا التغيير «اللحم والدم» يَرِد كثيرًا في الكتاب المقدس تصويرًا للحالة البدنية للناس وهم مُقيمون على الأرض.  غير أن حالة أولئك الذين يشغلون الملكوت السماوي تختلف كل الاختلاف، ومن هنا يقول الرسول: «هوذا سر أقوله لكم: لا نرقد كلنا، ولكننا كلنا نتغيَّر، في لحظة في طرفة عين، عند البوق الأخير» (1كورنثوس 15: 51، 52).  نعم، فلهذا السبب فإن جميع المؤمنين لا بد أن يتغيَّروا إلى صورة جسد المسيح بحسب عمل استطاعته.