فقال يسوع: يا أبتاهُ، اغفر لهم..""

(لوقا 23: 34)

علَّم رب المجد في عظة الجبل بقولهِ: «أحبوا أعداءكم.  باركوا لاعنيكم.  أحسنوا إلى مُبغضيكم.  وصلُّوا لأجل الذين يُسيئون إليكم ويطردُونكم» (متى5: 44).

والعالم يرى في المبادئ السامية لعِظة الجبل حلمًا جميلاً.  لكن يسوع المسيح عمل ما علَّم به.  هو المعلِّم الوحيد الذي اتفق فيه القول والفعل. 

حقًا ما أعظمها صلاة!  إنها تطلب الغفران للأعداء.  أي نوع من المعاملة عومل بها ربنا المبارَك من ساعة القبض عليه في البستان حتى نكَّس رأسه وأسلَمَ الروح!  تطاول عليه العبيد بمختلف الإهانات، ورؤساء الكهنة عوَّجوا القضاء ليَدينوه، وهيرودس احتقره مع عسكره، وبيلاطس أهدَر حقوقه، وحكم على البار بالصلب، والعسكر الرومان قاموا بعملية الصلب.  أمَّا يسوع فكان ردُّه على كل أولئك بطلب الغفران لهم في صلاتهِ لأبيه.  هل نشارك المسيح في هذه الصلاة لمن أساء إلينا، ونُقدِّم محبة الله في هذا العالم المسكين؟!