«وفيما هم سائرون دخل قريةً، فقبلتهُ امرأة اسمها مرثا في بيتها»

(لوقا 10: 38)

كان البيت الذي دخلَهُ الرب بيت مرثا، ورحَّبَت به، وأعدَّت له أفضل ما كانت تملك.  لكن مريم لم يكن لها بيت تقدّمه له، وكانت بالروح غريبة نظيره، إلا أنها هيأت له مَقدسًا في قلبها، وأخذت مكانها عند قدميه وكانت تسمع كلامه.  لقد أدركَت أن فيه ملئًا تغترف منه.  وهذا هو الفارق بين الأختين: مرثا رأت تعبه وقدَّمت إليه مما عندها، أما مريم رأت بين طيَّات التعب ملئًا إلهيًا واقتربت لتأخذ منه. 

هذا يكشف لنا فكر ابن الله.  تقبل الرب عناية مرثا، لكن حين امتلأ ذهنها بروح المنافسة مع أختها، أعلَمها الرب برأيه؛ فمريم بإيمانها وجلوسها عند قدميه أنعشَت نفسه بطعام أحلى من موارد البيت والعناية الصادقة. 

كانت مريم ساكنة في ستر العلي،              

وابن الله هو كل شيء لها.                                  

وهذه هي الكرامة التي يُقَدِّرها الرب.