"إن عطش أحد فليُقبل إلِيّ ويشرب" (يوحنا37:7)   

 كنت في سنغافورة، وتعيَّن عليَّ حراسة الليل، وسألني الموظف المسؤول عن حالي، فأجبته: أنا عطشان. فقال لي: الماء بجوارك فقُم واشرب. فقلت له: لا أقدر أن أترك الحراسة وأذهب لأشرب. أجابني: أعطني حربة البندقية التي تحملها، فأعطيتها له، فطعن شجرة من النخيل كانت بجواري، فأخرجت ماءً عذبًا باردًا روى ظمأي القاتل. وهذه الشجرة يُطلق عليها: "شجرة المسافر" إذ في جذعها المجوَّف يتجمع الماء، وحينما تُطعن تُخرج ماءً وفيرًا يروي الظمأ. ما أطيب الله حينما وضع شجرة كهذه في منطقة حارة، وما أكرمه إلهًا مُشفقًا للخاطئ المُتعب الظامئ حينما فجَّر له ينبوعًا من الماء الحي، هو له إن أراد أن يأتي ويشرب. وها هو يرسل النداء عاليًا للجميع قائلاً بصوت النعمة العَذب الهادئ: "أيها العطاش جميعًا هلموا إلى المياه، والذي ليس له فضة تعالوا اشتروا وكلوا" (إشعياء1:55).

مبارك هو الله، فإن ماء الحياة يُعطيه مجانًا لمَن يأتي إلى المسيح ويشرب.