"لا خوف في المحبة، بل المحبة الكاملة تطرح الخوف إلى خارج" (يوحنا الأولى18:4).

نعم، إن محبة الله تُزيل كل خوف من المستقبل أمام كل مَن آمن بالمسيح، لأن المسيح هو برنَّا الكامل في المجد، وعليه فالمؤمن صار في الأمان من الدينونة.

لذلك، نحن لسنا بحاجة لأن ننظر إلى داخل قلوبنا لنرى أننا أبرياء من الدينونة، بل علينا أن ننظر إلى المسيح في المجد لنراه بريئًا من الخطايا والدينونة بعدما حَملها مرة واحدة على الصليب. فالمحبة الكاملة هكذا تطرد الخوف. وإذ خلُصنا من عذاب الخوف نتكمَّل في المحبة، وتفيض محبتنا للرب عندما نتأمل محبته العظيمة لنا: "نحن نحبه لأنه هو أحبنا أولاً" (1يوحنا19:4).

ويعطينا الرسول يوحنا أيضًا في رسالته الأولى 4: 21،20 حقيقة محبتنا لله: فإذا قال واحد إنه يحب الله، بينما هو في ذات الوقت يكره أخاه، هذا يبرهن على كذبه. لأننا لم نرَ الله فعلاً، ولكن يمكننا أن نرى ملامح منه في إخوتنا. وفي آخر الإصحاح يكتب: "لنا هذه الوصية منه: أن مَنْ يحب الله يحب أخاه أيضًا". وفي أول ص 5 يصرَّح قائلاً: "مَنْ يحب الوالد، يحب المولود منه أيضًا".