"وإذ لم يكن لهما ما يوفيان سامحهما  جميعًا" (لوقا42:7).

يفتح الرب يسوع له المجد دائمًا باب القبول على مصراعيه أمام كل خاطئ مهما كانت حالته، مثلما فعل مع شاول الطرسوسي؛ ذلك المُجدَّف والمُضطهد. وفي لوقا 7 نجد هذا الباب مفتوحًا أيضًا لسمعان. فهذا الفريسي قد أعمى بصره ذلك الثوب الكاذب من الرياء، والتدين والبر الذاتي ذو المعدن الرخيص الذي لا يستر صاحبه أمام قداسة الله الفاحص.

تكلَّم سمعان في قلبه عن المرأة الخاطئة، بل لقد ظن السوء وتطاول بفكره البغيض على الرب نفسه، ولكن الرب باللطف، بل وبطول أناته استطاع أن يضع أمام ضمير سمعان بعض الحقائق الهامة:

اولاً: أن الجميع أخطأوا، ثانيًا: الجميع أيضًا مُفلسون. وأوضح الرب لسمعان حالة كل إنسان أمام الله القدوس الذي يختلف في ميزانه عن البشر. وكأن الرب من خلال الكلام عن المديونين يقول له: هكذا أنت، وهكذا هي (المرأة الخاطئة). إن حالة قلبيكما واحدة (دِين، ودِين ثقيل). ربما تكون أنت المديون بخمسين وهي المديونة بخمسمائة. لكن في النهاية أنت مديون وهي مديونة. ألك فخر؟؟ كلا البتة.