"الكل باطل .. " (جامعة2:1).

إن نفس الإنسان روحية خالدة. فلا شيء يسد عوزها من هذا الوجه إلا ما كان روحيًا في طبيعته، وخالدًا في وجوده. فضلاً عن ذلك، فللنفس صلة بالله لأنها منه، ولا أحد يناسبها إلا إذا كان كاملاً نظيره.

وربما يتساءل القارئ: أين نجد نصيبًا للنفس من هذا القبيل؟ والجواب: ليس في هذا العالم الذي كُتب عليه البُطل والفناء والموت.

لا شيء فيه له صفة الكمال أو الخلود، إذًا فليس شيء تحت الشمس يستطيع أن يسد احتياجات النفس، أو يُشبع أشواقها.

فقد عَظُم سليمان الحكيم، واختبر كل ما هو تحت الشمس، وكان تقريره: "الكل باطل وقبض الريح". فإن القلب أوسع من أن يملأه العالم، ومطامعه أكبر من أن يُشبعها كل ما هو تحت الشمس. إذًا، فالنصيب الذي تحتاجه النفس البشرية عزيزي القارئ، لا يوجد في دائرة الكون الواسع.

أين إذًا أجد نصيب نفسي المناسب الذي يشبعني؟ اسمع جواب المسيح له المجد: "أنا هو خبز الحياة. مَن يُقبل إليَّ فلا يجوع. ومَن يؤمن بي فلا يعطش أبدًا" (يوحنا35:6). هنا فقط تجد النفس نصيبها وكفايتها.