"وقمَّطته وأضجعته في المزود" (لوقا 7:2).

وُلد سيدنا المجيد فقيرًا، وعاش على الأرض فقيرًا. فإذا ما كلَّمتنا كلمة الله عن المسكين والفقير، عندئذٍ ترتسم أمامنا صورة ربنا المسكين منذ صباه.

وإنجيل لوقا يبين لنا بصفة خاصة فقره المُتناهي، فهو الإنجيل الوحيد الذي يذكر أن أُمه أضجعته في مذود، لأنه لم يكن لأبويه موضع في المنزل. هناك في مكان كريه الرائحة، بدأ ربنا العزيز المبارك، الذي نزل من السماء، حياته على الأرض. هناك قمَّطته أمه كما يُقمَّط أفقر طفل.

لقد أعلنت السماء خبر مولده لرعاة فقراء مثله يحرسون حراسات الليل على رعيتهم؛ هؤلاء فقط عرفوه كالمخلَّص؛ المسيح الرب، وملاك الرب وقف بهم، ومجد الرب أضاء حولهم، وظهر جمهورٌ من الجُند السماوي مسبَّحين الله. إن صورة ربنا في تنازله العجيب كافية لإطلاق الألسنة بالتسبيح والتعظيم. فلنرنم ولنسبَّح من القلب لأنه تنازل إلى هذا الحد لخلاصنا من عارنا وذُلنا.

وُلدَ الفــادي فقيــرًا                                                 وهوَ ربُّنا المجيــدْ

اُنظروا  أمرًا عجيبــًا                                                 سيدًا وسط العبيــدْ