"يا نفس لكِ خيرات كثيرة، موضوِعة لسنينٍ كثيرة ... فقال له الله يا غبي! هذه الليلة تطلب نفسك منك" (لوقا12: 20،19).

عزيزي .. هل سمعت قط مُناجاة كهذه؟ هل حدث أن تصرفت مثل تصرف هذا الرجل؟ قد يكون الله جعلك تغتني في أمور هذا العالم، وقد تكون خططت لمستقبلك، ولكن قف قليلاً: ماذا عن خلاص نفسك؟ ماذا لسيدك عليك؟ أخشى ان تكون قد أسقطت الله من حسابك، والاّ يكون له مكان في مشاريعك وفي أفكارك مثل ذلك الرجل! 

لقد أسقط ذلك الرجل الأبدية من حسابة واطمأن واهمًا لخيراته وأعوامه الكثيرة، ثم أغمض عينيه وراح في النوم راضيًا مسرورًا مترقبًا مستقبلاً عظيمًا يدوم لسنينٍ كثيرة يتمتع فيها بملذات جسدية وفيرة. ولكن يقتحم المشهد زائر غير مرغوب فيه؛ الموت، ويسمع صوت الله قائلاً: "يا غبي! هذه الليلة تُطلب نفسك منك، فهذه التي أعددتها لمَن تكون؟"

يا له من أمر قلبَ خططه رأسًا على عقب. لقد عمل حسابًا مغلوطًا ولم تتحقق خططه، بل وجد نفسه ينتقل فجأة من الزمن إلى اللا زمن. إلى الأبدية، وآخر كلمة سمعها على الأرض من الله، هي: "يا غبي".