"أنا الرب لا أتغيَّر" (ملاخي6:3). يسوع المسيح هو هو أمسًا واليوم وإلى الأبد" (عبرانيين 8:13).

هذا هو سر طمأنينتنا وثبات قلوبنا. نحن نتغيَّر، وحالتنا الروحية والعملية تتأرجح بين صعود وهبوط، ولكن قلب الرب من جهتنا لا يتغيَّر، ومحبته لا تتغير، والخير من بين يديه لا يتغيَّر، ومقامنا عنده لا يتغيَّر.

لكن قد تتغير سياسة معاملته معنا، بين ابتسام وتأنيب. انظر إلى سقوط داود وتأديب الرب له (مزمور 32:51)، ثم انظر إلى رد نفسه. وانظر أيضًا إلى ضعف إيمانه وفشله عندما قال: "إني سأهلك يومًا ما بيد شاول، فلا شيءٌ خيرٌ من أن أفلت إلى أرض الفلسطينيين" (1صموئيل1:27)، وانظر كيف أن الرب بعد ذلك ردّ نفسه وأحسن إليه وأعطاه العرش.

وهكذا يعامل الرب كل المؤمنين في كل الأجيال لكي يُحسن إليهم في آخرتهم. محبته ثابتة، وأمانته لا تتغير، ولذلك فمقام المؤمن مضمون، وسعادته مكفولة. لذلك يمكنني أن أثق فيه دائمًا، لأنه لن ينسى وعدًا من وعودة. وهو يفعل كل شيء حسنًا، حتى إنه يستخرج من كل الظروف بركة للنفس.