"فقام يونان ليهرب إلى ترشيش من وجه الرب، فنزل إلى يافا" (يونان3:1)

من مدينة يافا نستخلص معنىً تعليمينًا، فقد ذهب إليها خادمان للرب، أحدهما نبي والآخر رسول، وكلاهما حمل رسالة من الله للأمم. فيونان نبي العهد حمل رسالة التحذير بالقضاء، بطرس رسول العهد الجديد حمل رسالة الخلاص وتتضمن النعمة والسلام بيسوع المسيح.

ذهب النبي إليها في عصيان لإرادة الله، أما الرسول فاتجه إليها بحسب إرشاد الروح القدس. إن كُلاً منهما تدرَّب في مدرسة النعمة الإلهية للخدمة. فكانت صعبة عند يونان الذي كانت تصرفاته تعمل بإرادة العصيان المتعمد. 

أما بطرس إذ كان على سطح منزل سمعان الدباغ (أعمال 10)، تعلَّم الدرس بواسطة إناءِ نازل مثل ملاءة عظيمة مربوطة بأربعة أطراف ومُدلاة على الأرض، وكان درسًا مهمًا للغاية على بطرس أن يتعلمه قبل أن يذهب إلى قيصرية ليحمل رسالة السلام السماوية بيسوع المسيح. لكن يونان تعلَّم دروسه بصورة بالغة الصعوبة، في أعماق البحر في بطن الحوت، بعد أن أبحر من يافا – في عصيانه – هاربًا من وجه الرب.