"فلمَّا قال لهم: إني أنا هو، رجعوا إلى الوراء وسقطوا على الأرض" (يوحنا 6:18)

هذه السطور يشع منها مجد المسيح بصورة خاصة، وتوضح لنا أنه كُلي القدرة. فكلمة واحدة نطق بها جعلت كل الآتين لكي يقبضوا عليه، يرجعون إلى الوراء ويسقطون على الأرض. آه، تأمل أيها العزيز في هذا المشهد، وتفكَّر فيما سيفعله هذا المجيد عندما يأتي ليقضي، وقد فعل هذا وهو في طريقة ليقبضوا عليه كم سيكون قوته عندما يأتي ليملك! وإذا كان هذا ما حدث في يوم اتضاع المسيح ونعمته، فماذا سيكون يوم نقمته وقوته، يوم يجلس كالديَّان على العرش العظيم الأبيض فتهرب من وجهه الأرض والسماء ولا يوجد لهما موضع؟!

لكن ما هو القصد من طرح هذا الجمع الحاشد الذي أتى ليقبض عليه؟

أولاً: لأنهم لم يكونوا يعرفون حقيقة أمره، مَن هو. فإن الذي أسقطهم جميعًا على الأرض بكلمة منه، لا يمكن أن يكون مجرَّد إنسان. إذًا فهم لا عذر لهم على الإطلاق في جريمتهم.

ثانيًا: ليعطي الفرصة لتلاميذه ليذهبوا، ويوجد لهم مخرجًا من الضيق. الكل ذهبوا سالمين؛ فهو بسلطانه طرح الأعداء، وبسلطانه حمى الأحباء!