إ"يمتلئ فمي من تسبيحك، اليوم كله من مجدك" (مزمور 8:71)

إن الشركة الحبية المتكاملة مع شخص الرب ذاته، لا يتمتع بها ولا يشعر بها إلا المؤمن الحقيقي الذي ولد من فوق (يوحنا 3:3).

فالمؤمنون جميعًا كانوا خطاة، لكنهم أصبحوا في المسيح مخلصين بالنعمة، ومكانهم قدام الله في الأقداس حيث دخل المسيح كسابق لأجلهم (عبرانيين 20:6).وقبل أن يصلوا إلى هذا المقام، كان كل شيء نصب أعينهم هو الذات، أما الآن فكل شيء أمامهم هو من الله وعنه. فعندما يولد الإنسان ثانية، يحس الحاجة إلى طلب ما يحتاج إليه فيصلي. وعندما يشعر بكثرة مراحم الرب من نحوه، ويدرك عمق محبته له وسداده لإعوازه يشكر. أما عندما يتكلم أكثر عن الله بواسطة الروح القدس الساكن فيه، ويتأمل في عظمته، وتتجسم أمامه أمجاده في الخليقة، وبذله نفسه المجاني في الفداء، عندئذ يسبحه ويمجده ويسجد له.

ليتنا ننسى ذواتنا، وننسى كل ما جولنا، ولا نرى إلا شخصه المبارك، حيئذ من قلوبنا نعبده ونسجد له.