«أماأنا فقد عَلِمتُ أن وليِّي حي .... وبدون جسدي أرَى الله»

(أيوب19: 25، 26)

 ضُرِبأيوب في جسدهِ بقُرحٍ رديء، أضافإلى أحزانه وأوجاعه ألمًا ليس بقليل.  أما الرب فبارك آخرةأيوب أكثر من أوَّلاَه؛ فختم على أتعابه بالتعويض والشفاء والفوائد الروحية.  وما جعل أيوب يحتملالتجربة بصبر، هو قوة الرجاءالذي جعله يَمدّ البصر إلى النهاية السعيدة، فتشدَّد في وسط بليته، وعَبَّر عن أُمنيته قائلًا: «لَيتَكَلماتِي الآنَ تُكتَبُ.  يالَيتَهَا رُسِمَتفِي سِفرٍ،‏ وَنُقِرَت إِلى الأَبَدِ فِي الصَّخرِ».  لقد استطاع بالإيمان أنيرى مَن لا يُرَى. 

رأىأن جسده العليل، ليس سوى خيمة تُطوَى، وبعدها سيطير ويرى بعينيه وليِّه الحي الذيارتبط به؛ فتولًّدَ في أعماقه شوق وحنين إلى تلك الحالة المجيدة التي أسرَت فكرهومشاعره، فكفكفَت دموعه، وسكَّنَت آلامه.

أخيالحبيب، تَذَّكـر أن إلهنا في السماء، الكاهن الرحيم الذي يقدر أن يُعينالمُجَرَّبين.  وهويأخذ بأبصارنا إلى الأبدية، حيثسنلبس الأجساد المُمَجدة التي لا يتسرَّب إليها الضعف ولا المرض، والموت لا يكون فيما بعد.