"اذهب بقوتك ... إني أكون معك .. " (قضاة 6: 14-16).

قال ملاك الرب لجدعون هذا الكلام. وكأنه يقول له أيضًا: سأعمل معك وبك الكثير.

بعد هذا التشجيع الكبير، أراد جدعون أن يتأكد أكثر من المتكلم، فقال: "إن كنتُ وجدت نعمة في عينك، فأصنع لي علامة أنك أنت تكلمني .. ". يا لعظمة إلهنا العجيب الذي لا يمَّل من التشجيع والأخذ باليد في طريق الإيمان الرائع. ففي حادثة أخرى، أرسل الله جبرائيل ليبشر زكريا بأن صلاته قد استُجيبت. وأراد زكريا أيضًا تأكيدًا، فقال: "كيف أعلم هذا، لأني أنا شيخ وامرأتي متقدمة في أيامها" (لوقا 18:1). لم يحتمل الملاك شك زكريا في كلامه، فقال: "أنا جبرائيل الواقف أمام الله .. وها أنت تكون صامتًا" (لوقا 1: 20،19).

لكننا هنا أمام الله نفسه متكلمًا مع جدعون. كنت أتوقع أن الرب سيقول له: لقد شجعتك بأعظم المواعيد: فأمام ضعفك قلت لك يا جبار البأس، وأمام صِغرك قلت أني أكون معك. ثم بعد هذا تطلب مني علامة؟ أنت لا تصلح. أني سأبحث عن غيرك. ليس هكذا إلهنا كما يظن البعض أنه إله الفرصة الواحدة. إنه يشجع الإيمان ليس مرة بل مرات.