"أنا هو خبز الحياة" (يوحنا 35:6).

حدثت مرة مجاعة قاسية في الصين حتى إن الناس في إحدى المدن لجأوا إلى نوع من الطين لذيذ يسمونه "مادة الرحمة" يأكلونه ليسدُّوا به رمقهم. إنه لذيذ الطعم ومقبول المذاق جدًا، غير أنه سام، يسد الجوع وقتيًا، لكنه في النهاية يقتل أكليه.

وهذه صورة مُعبرّة إلى حدٍ كبير عن الأفكار التي تُهمل شخص المسيح وعمله الكفاري، وتُحول الناس عنه وعن كلمته الصادقة. فما أكثر ما تمتلئ نفوس الناس من خرافات مُضلَّلّة تنتهي بهم إلى الهلاك، لأنهم تحوُّلوا عن خبز الحياة الوحيد الذي يستطيع أن يُحيي ويُشبع إلى التمام.

المسيح وحده هو الخبز الحي الذي شهد عن نفسه أن مَنْ يؤمن به لا يجوع أبدًا، ولا يعطش أبدًا.

عزيزي.. ربما تواجهك أزمة روحية أو جسدية، مالية أو عائلية. ولربما خيَّم اليأس وانقطع خيط الرجاء. ربما تجد نفسك بين رحى الظروف الطاحنة. ربما لا يلمع في سماء حياتك نجم واحد. ربما تقول في نفسك إنك تسمع خطوات القنوط واليأس تدُّك الأرض من خلفك. لقد انتظرت العون من الإنسان، فخذلك. لكن كثيرين من المؤمنين، صرخوا في الضيق إلى الله، فرأوا يده الحكيمة وهي تعمل، وإذا العوائق تذوب، والمستحيل أصبح ممكنًا، ووَافاهم صباح صحو.