"يُزهر كالسوسن، ويضرب أصوله كلبنان" (هوشع 5:14)

يُشير أرز لبنان إلى العظمة والسمو والقوة، بينما يُشير زهر السوسَن إلى الرقة والجمال والضعف. وفي تصوير واحد، هل يمكن أن يتَّحد الجمال الرقيق للسوسن مع القوة الشديدة لجذور الأرز؟ صفتان يبدو عليهما التناقض ولكنهما مُتحدتان معًا في كل مؤمن   حقيقي! فالجزء الظاهر فوق الأرض نرى فيه حياة الإتضاع والبساطة مُمثلة في السوسَن؛ النبات الصغير الرقيق الذي يمثل العناية الإلهية. ولكن يوجد في المؤمن جزء غير مرئي مدفون بعمق في باطن الأرض وهو مُشبه بجذور الأرز، ويمثل قوة عظيمة وأساسًا متينًا.

وعندما نختبر معاملات الله في الخفاء في العمُق، حينئذ نستطيع أن نمتلك ذخائر الظلمة وكنوز مخابئ (إشعياء 3:45)، ويمكننا مشاركة إخوتنا وتعزيتهم في أوقات التجارب. والرب له المجد هو مثالنا الكامل الذي "نبت قدامه كفرخٍ، وكعرقٍ من أرض يابسة"؛ فلم يكن اعتماد المسيح - له المجد - على المصادر البشرية للنمو، بل كانت شركته السرية مع أبيه. ويا ليتنا جميعًا هكذا!