"وصاياه ليست ثقيلة" (1يوحنا 3:5)

"نفسي دائمًا في كفي، أما شريعتك فلم أنسَها. الأشرار وضعوا لي فخًا، أما وصاياك فلم أضل عنها" (مزمور 119: 109-112).

لقد خاطر دانيال ورفقائه بحياتهم بكل جرأة عندما طلبوا من رئيس الخصيان، أن لا يتنجسوا بأطايب الملك ولا بخمر مشروبه، وأن لا يعطيهم إلا القطاني ليأكلوا، والماء ليشربوا (دا 1: 8، 12). ثم رفضوا الرفاق الثلاثة بإباء أمر الملك نبوخذنصر بأن يسجدوا لآلهته أو التمثال الذهب الذي أقامة (دا 14:3). لقد وقفوا على الملأ في حين خر الجميع وسجدوا لهذا الصنم. وعندما تآمر الوزراء على دانيال ونصبوا له شركًا وطلبوا من الملك داريوس أن يوقع مرسومًا يمنع الصلاة لإله إلا له هو (دا 7:6) ظل دانيال يجثو ويصلي ويحمد ويطلب طِلبته من يهوه إلهه، كما كان يفعل من قبل ذلك.

ولا نلاحظ أدنى شكوى أو تذمر أو أنين من جانب دانيال ورفقائه في هذه المناسبات. لأنه لم تكن وصايا الله ثقيلة عليهم حتى يطرحوها أو يخالفوها. لقد كانت شهادات الله غالية على قلوبهم كالميراث المقدس، فأنقذهم الله ورفعهم برفقة لهم في وسط الأتون. يا ليتنا نعطي وصايا الله مكانتها وغلاوتها في قلوبنا وننفذها.