"وَيلٌ لي! إني هلكت، لأني إنسانٌ نجسُ الشفتين، ... لأن عينيَّ قد رأتا الملك رب الجنود"

(إشعياء 6: 5)

رأى إشعياء رب الجنود، وسمِعَ السرافيم تنادي: «قدوسٌ، قدوسٌ، قدوسٌ ربُّ الجنود.  مجدهُ ملءُ كل الأرض» (ع3).  ففي حضرة هذا المجد اختفت كل عظمة الجسد برؤية داخلية لحالته الخاطئة الهالكة, له ولشعبه الساكن وسطهم.  ونحن بحاجة إلى هذا الاختبار تحديدًا.

حينئذ تدخلت النعمة لتخدم إشعياء, وسمع أن إثمه انتُزع، وخطيته كُفِّرَ عنها.  حينما يرتبط القلب المنكسر بمعرفة النعمة ـ  فنحن نرى, ليس فقط رب الجنود في عرشه, بل أيضًا إيَّاه ذاهبًا إلى الصليب؛ فنجد الغفران في جنبه المطعون، ويتحرَّر القلب ويفرح في محبة الله.  إننا نرى القضاء آتيًا على أُمم مختلفة, وأفرادًا, وهو ما يُرينا المصير الذي كان ينتظرنا لولا توسُّط النعمة.  وعندما يرِّن صوت الرب: «مَن أُرسِلُ؟» وقتئذٍ نُجيب: «هأنذا أرسلني» (ع8).  كيف يمكننا أن نرى دينونة العالم دون أن نكون مستعدين لتوصيل رسالة نعمة الله للآخرين؟